غداة ضربات أميركية واسعة النطاق على عشرات الأهداف التابعة لتنظيم "داعش" في سوريا أمس الجمعة، أكدت وزارة الخارجية السورية اليوم السبت التزام دمشق مكافحة التنظيم وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له في أراضيها، داعية الولايات المتحدة والدول الأعضاء في التحالف الدولي للانضمام إلى دعم جهودها في مكافحة الإرهاب.
وتقدمت الوزارة في منشور عبر "إكس"، بتعازيها لعائلات الضحايا من رجال الأمن السوريين والأميركيين الذين قتلوا في هجمات استهدفت تدمر وشمال سوريا الأسبوع الماضي، مؤكدة "التزامها الثابت مكافحة تنظيم ’داعش‘ وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له في الأراضي السورية، وستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيم في جميع المناطق التي يهددها".
وتابعت، "كما تدعو الجمهورية العربية السورية الولايات المتحدة والدول الأعضاء في التحالف الدولي للانضمام إلى دعم جهود الجمهورية في مكافحة الإرهاب، بما يسهم في حماية المدنيين، واستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة".
وأسفرت الضربات الأميركية الليلية على مواقع تابعة لتنظيم "داعش" في سوريا عن مقتل خمسة عناصر في الأقل من التنظيم، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إن من بين القتلى "قائد خلية مسؤولة عن الطائرات المسيرة" في دير الزور شرق البلاد.
غارات واسعة النطاق
في وقت سابق، قال مسؤولون أميركيون إن الجيش الأميركي شنّ ضربات واسعة النطاق على عشرات الأهداف التابعة لتنظيم "داعش" في سوريا، أمس الجمعة.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في وقت مبكر من صباح اليوم السبت أن تنظيم "داعش" يواجه "رداً انتقامياً قاسياً جداً" في سوريا من قبل القوات الأميركية، وذلك عقب هجوم في تدمر أودى بحياة ثلاثة أميركيين.
وكتب ترمب على شبكته الاجتماعية "تروث سوشيال" بعد وقت قصير من إعلان وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) عن إطلاق عملية عسكرية في سوريا، "أعلن هنا أن الولايات المتحدة تقوم برد قاسٍ جداً، كما وعدت، ضد الإرهابيين القتلة المسؤولين" عن الهجوم، مضيفاً "نوجه ضربات قوية جداً ضد معاقل تنظيم (داعش) في سوريا". وأضاف "نضرب بقوة شديدة معاقل تنظيم (داعش) في سوريا"، مؤكداً أن حكومة دمشق تدعم واشنطن "بصورة كاملة".
وأعلنت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) أن طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية ومدفعية أميركية قصفت أكثر من 70 هدفاً في أنحاء وسط سوريا أمس الجمعة ضمن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد مواقع لتنظيم "داعش".
وأكد قائد القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) في بيان "سنواصل بلا هوادة ملاحقة الإرهابيين الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بالأميركيين وبشركائنا في جميع أنحاء المنطقة".
ضربة كبيرة
وقالت القيادة الوسطى الأميركية في وقت مبكر من صباح اليوم إن القوات الأميركية بدأت أمس غارة واسعة النطاق على مواقع تنظيم "داعش" للبنية التحتية والأسلحة في سوريا. وأضافت عبر حسابها على منصة "إكس"، أن هذه الضربة الكبيرة تأتي في أعقاب الهجوم الذي استهدف القوات الأميركية وقوات الحلفاء في سوريا في الـ13 من ديسمبر (كانون الأول).
وأوضحت "سنتكوم" أن القوات "شنت غارات جوية على أكثر من 70 هدفاً في مواقع متعددة بوسط سوريا باستخدام طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية ومدفعية. وقدمت القوات المسلحة الأردنية دعماً جوياً بطائرات مقاتلة. واستخدمت العملية أكثر من 100 قذيفة دقيقة استهدفت مواقع البنية التحتية ومواقع الأسلحة المعروفة لتنظيم داعش".
وقال قائد "سنتكوم" الأدميرال براد كوبر "هذه العملية بالغة الأهمية لمنع تنظيم (داعش) من تحريض مخططات إرهابية وشن هجمات على الأراضي الأميركية. سنواصل ملاحقة الإرهابيين الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بالأميركيين وشركائنا في جميع أنحاء المنطقة بلا هوادة".
"ضربة عين الصقر"
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن الضربات استهدفت "مقاتلي داعش والبنية التحتية ومواقع الأسلحة"، وأضاف أن العملية تحمل اسم "ضربة عين الصقر"، وتابع "هذه ليست بداية حرب، إنه إعلان انتقام. لقد قمنا اليوم بمطاردة وقتل أعدائنا. وسنستمر في ذلك". وكان أعلن إطلاق عملية عسكرية ضد تنظيم "داعش" في سوريا، رداً على هجوم في تدمر أودى بحياة 3 أميركيين، وأضاف هيغسيث في منشور على منصة "إكس"، "بدأت القوات الأميركية عملية ’ضربة عين الصقر’ في سوريا للقضاء على مقاتلين وبنى تحتية ومواقع تخزين أسلحة لتنظيم ’داعش’، في رد مباشر على الهجوم الذي استهدف قوات أميركية في الـ13 من ديسمبر".
وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن الضربات نُفذت باستخدام طائرات من طراز "إف-15" و"إيه-10"، إلى جانب طائرات هليكوبتر من طراز "أباتشي" وراجمات الصواريخ الأميركية المتطورة سريعة الحركة "هيمارس".
وفي وقت سابق قال مسؤولان أميركيان إن الجيش الأميركي شن ضربات جوية على عشرات الأهداف التابعة لتنظيم "داعش" في سوريا أمس الجمعة، رداً على هجوم على جنود أميركيين.
وتعهد الرئيس دونالد ترمب الرد بعد هجوم على جنود أميركيين نهاية الأسبوع الماضي في سوريا من قبل شخص يشتبه في انتمائه لتنظيم "داعش".
ووصف مسؤول أميركي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته الضربات بأنها رد واسع النطاق شمل ضربات ضد أهداف في وسط سوريا.
تكثيف العمليات العسكرية
وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إن سوريا "تؤكد التزامها الثابت بمكافحة تنظيم داعش وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له في الأراضي السورية. وستواصل تكثيف العمليات العسكرية ضد التنظيم في كل المناطق التي يهددها".
مدينة تدمر
وذكر الجيش الأميركي أن اثنين من أفراده ومترجم مدني قتلوا السبت الماضي في مدينة تدمر وسط سوريا على يد مهاجم استهدف قافلة للقوات الأميركية والسورية قبل أن يقتل بالرصاص. وأصيب ثلاثة جنود أميركيين آخرين في الهجوم.
ونفذ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضربات جوية وعمليات برية في سوريا استهدفت المشتبه في انتمائهم لتنظيم "داعش" في الأشهر القليلة الماضية، وغالباً ما كان ذلك بمشاركة قوات الأمن السورية.
عامل حاسم
من جانبها تقدمت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية بخالص التقدير للقوات الأميركية وقوات التحالف الدولي على الضربات الجوية والصاروخية الدقيقة التي استهدفت أوكار "داعش" في سوريا خلال الساعات الماضية. وقالت إن "هذا الدعم الجوي المتواصل يمثل عاملاً حاسماً في منع التنظيم من إعادة تجميع خلاياه أو استعادة نشاطه التخريبي". وأضافت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية "لقد أثبتت التجربة أن الحرب على الإرهاب لا يمكن أن تتوقف أو تتباطأ، فـ(داعش) لا يزال يشكل تهديداً مباشراً لأمن واستقرار المنطقة، ويعمل على استثمار أي فراغ أو تراخٍ في الجهود العسكرية والأمنية. ومن هنا نؤكد أهمية استمرار العمليات المشتركة حتى القضاء الكامل على التنظيم وقدراته". وأشارت إلى أنه "خلال العام الجاري نفذت قواتنا مئات العمليات الأمنية والعسكرية ضد خلايا (داعش)، وتمكنت من اعتقال قيادات خطرة وتفكيك مجموعات نشطة بدعم مباشر من التحالف الدولي، سواء عبر الإسناد الجوي أو المعلومات الاستخباراتية. إن هذا التنسيق المشترك وتبادل المعلومات أثبت فاعليته وأظهر أن الشراكة الفعالة هي الطريق الوحيد لإزالة التهديد". وأكدت قوات سوريا الديمقراطية "التزامها الكامل مواصلة الحرب على (داعش) والدفاع عن الاستقرار وحماية المدنيين وتطوير التعاون مع جميع الأطراف التي تحارب الإرهاب في كل ما يخدم أمن المنطقة والعالم".