• الساعة الآن 02:47 AM
  • 10℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الدكتور الخزان بين قبضة السلطة وجلطة القهر

news-details

خاص-النقار

يتم استدعاؤه إلى نيابة الصحافة لتوجه على الفور باعتقاله مع محاميه. ثم يأتي دور المسلحين الذين لا أحد يعرف صفتهم بالضبط ليتولوا المهمة. وما هي إلا ساعات حتى ينهار الرجل ويصاب بجلطة دماغية خطيرة. ثم لا شيء سوى أن المسلحين انتظروا حتى تأتيهم الأوامر من قبل أحدهم بعد أن عاد إليه ضميره كما يبدو ليقوموا بنقله إلى مستشفى، وهناك أصروا على أن يحتفظوا بحقهم القانوني في إبقائه رهن الاعتقال. 
ذاك ما حدث بالضبط للطبيب الجراح ماجد الخزان يومنا هذا الثلاثاء في العاصمة صنعاء. 
بحسب الناشط مراد عبد الله فإن "المشكلة بين الدكتور مجاهد معصار (رئيس جامعة 21 سبتمبر التابعة للجماعة ورئيس المجلس الطبي الأعلى)، وبين الدكتور ماجد الخزان للأسف لها فترة طويلة، ولم يكلف أحد نفسه تقصي الحقيقة ومعرفة أسباب ودوافع المشكلة وحلها وإنهاء الإشكال". فـ"مجاهد معصار متكبر ومنخط قوي وشايف نفسه فوق السحاب، ويستخدم سلطته وعلاقاته وقربه من بعض القيادات في التنكيل بمنتقديه".

وإذن هو استخدام سلطات وعلاقات وقرابات من بعض القيادات، كل ذاك سمح لمجاهد معصار أن ينكل بمن ينتقده كماجد الخزان ويجعله يدفع الثمن. إلى هذا الحد يمكن للمقربين من سلطة صنعاء أن يفعلوا. فالنيابة معهم والشرطة القضائية كذلك، وكل شيء يقف إلى جانبهم. 
بعد وقت قليل من تعرض الخزان للجلطة داخل السجن، يصف الناشط فارس أبو بارعة مشهدا هوليووديا أمام مستشفى الشرطة، قائلا: "تخيلوا بس .. الشرطة القضائية مازالوا بين البرد في حوش مستشفى الشرطة بصنعاء منتظرين يشتوا يأخذوا الدكتور ماجد الخزان وطلبوا من المستشفى يعملوا له الضروري فقط. كلفتة مستعجلين يرجعوه السجن، بينما ادارة المستشفى ابلغوا الشرطة القضائية أن الدكتور ميت سريريا وتم نقلة للعناية المركزة ويحتاج الى قسطرة والحالة صعبة جدا جدا ونسبة الشفاء ضئيلة لا تتجاوز ال 30% وغير ممكن خروجه بهذه الحالة الصعبة أقل شي يحتاج وقت طويل. لكن كان رد العسكر: معانا توجيهات من وكيل نيابة الصحافة نرجعه السجن مالنا دخل...".
يؤكد أبو بارعة أن الوضع الصحي للخزان "تدهور بسبب تأخره ساعات في السجن قبل السماح بنقله رغم تدخل شخصيات وقيادات وتقديم ضمانات وتم رفضها وعندما سمح القضاء بنقله المستشفى اكتشفنا مسلحين منعوا  خروجه الى المستشفى والهدف من كل ما حصل التخلص من الدكتور ماجد الخزان وتأخيره حتى تتدهور حالته الصحية"، مطالبا بـ"محاسبة المسلحين وكل من شارك وتسبب في تدهور الوضع الصحي لماجد الخزان".

ما حدث للدكتور ماجد الخزان يتجاوز الواقعة الفردية فهو جرح مفتوح في جسد العدالة، ووصمة عار على جبين من استباحوا حياة الناس وكرامتهم باسم الله والسلطة والقانون. إن التضامن مع الخزان اليوم هو تضامن مع الحق في الحياة والكرامة، واستنكار لكل يدٍ امتدت لتقيّد طبيباً وهو يصارع الموت، ولن يُمحى هذا المشهد من ذاكرة صنعاء، وسيظل تأكيد على أن هذه الجلطة الدماغية اصابت ضميرنا الإنساني كله قبل أن تصيب الدكتور الخزان.

شارك الخبر: