• الساعة الآن 03:25 PM
  • 22℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

توترات عسكرية قرب الأبيض عاصمة شمال كردفان

news-details

تصاعدت حدة التوترات العسكرية في شمال كردفان بصورة متسارعة، حيث أفادت مصادر عسكرية بأن الجيش السوداني نفذ أمس الأحد عمليات عسكرية في المحور الشمالي لمدينة الأبيض عاصمة الولاية باستخدام الطيران المسير، وذلك لتأمين هذه المدينة التي تمثل مركزاً استراتيجياً لإدارة وانطلاق العمليات باتجاه جبهات القتال المختلفة في الإقليم، إضافة إلى إضعاف خطوط إمداد "الدعم السريع" وشل حركتها وتدمير قوتها الصلبة.

وأشارت المصادر إلى أن الجيش تمكن خلال هذه العمليات من التوغل في مناطق جديدة بولاية شمال كردفان، فضلاً عن قيامه بعملية تمشيط واسعة في القرى المحيطة بمنطقة الدانكوج التي استعادها أول أمس السبت من قبضة "الدعم السريع" بعد ساعات قليلة من دخولها هذه البلدة.

في المقابل بث أفراد من "الدعم السريع" مقاطع فيديو مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أكدوا خلالها كسرهم دفاعات الجيش التي تبعد نحو 5 كيلومترات من مدينة الأبيض، حيث أظهروا وجودهم أمام خنادق ومركبات قتالية تتبع للجيش، بحسب قولهم.

وأكدت تلك المصادر أن قوات "الدعم السريع" دفعت بحشود وتعزيزات عسكرية ضخمة إلى منطقة المرخ شمال غربي جبرة الشيخ بولاية شمال كردفان شملت آليات قتالية ومنظومات دفاعية في محاولة لتعزيز مواقعها في هذه الولاية، مما أثار حالة من القلق والهلع وسط مواطني المناطق الواقعة شمال غربي الولاية (شمال كردفان)، وهو ما دفع سكان تلك المناطق والقرى المجاورة لها إلى النزوح باتجاه المناطق الآمنة تحسباً لأي توتر في الأوضاع الأمنية أو حدوث تصعيد عسكري خلال الفترة المقبلة.

قصف بلدة برنو

في جنوب كردفان أشار مصدر عسكري إلى أن الجيش استهدف أمس الأحد بالمسيرات تجمعاً لقوات "الدعم السريع" جنوب بلدة برنو التي تقع شمال غربي مدينة كادوقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، مما أدى إلى مقتل عشرات العناصر من تلك القوات، وتدمير 8 مركبات قتالية تابعة لها.

وبين المصدر أن "الدعم السريع" كانت تحشد عناصرها جنوب البلدة للهجوم على الجيش في محطة التقاطع القريبة من مدينة كادوقلي.

وكانت "الدعم السريع" قالت إنها أسقطت أول من أمس السبت طائرة مسيرة بمنطقة برنو، حيث ذكرت في بيان أن المسيرة أسقطت بينما كانت تستهدف المدنيين ضمن سلسلة الهجمات التي ينفذها الجيش، وآخرها استهداف تجمعات للمدنيين من الطوائف المسيحية بمنطقة بيام جلد بجنوب كردفان بمناسب أعياد الميلاد، راح ضحيتها أكثر من 20 مدنياً.

هجوم متوقع

في الأثناء أفادت وسائل إعلام سودانية بأن الجيش يتحسب لصد هجوم تخطط لشنه قوات "الدعم السريع" وحلفاؤها على منطقتي الكرمك وقيسان في إقليم النيل الأزرق انطلاقاً من الأراضي الإثيوبية.

وأشارت تلك الوسائل استناداً إلى مصدر في الجيش إلى جاهزية الجيش للتصدي لأي عمل عدائي يمكن أن يحدث، مؤكداً أن إثيوبيا فتحت أراضيها لتدريب مقاتلي "الدعم السريع" وقوات متحالفة معه في أربع مناطق حدودية في إقليم بني شنقول المحاذي لإقليم النيل الأزرق.

وأشار المصدر إلى أن معسكرات التدريب التي تضم "الدعم السريع" وقوات الحركة الشعبية - شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو وقوات تابعة لعبيد أبو شوتال ومرتزقة من إثيوبيا وجنوب السودان امتلأت بالعتاد الحربي استعداداً لشن الهجوم على المنطقتين المستهدفتين (الكرمك وقيسان).

وتداول ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات بمدينة أصوصا الإثيوبية الحدودية مع إقليم النيل الأزرق بالسودان تظهر رتلاً من سيارات الدفع الرباعي قيل إنها في الطريق لقوات "الدعم السريع".

وكان الجيش تمكن في يونيو (حزيران) الماضي من إبعاد "الدعم السريع" وحلفائها من مناطق في النيل الأزرق جنوب شرقي البلاد، حيث انسحبت تحت وقع الهجمات العسكرية إلى مناطق متاخمة للحدود مع إثيوبيا وجنوب السودان.

حق الدفاع

من جانبه حث قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان دول الجوار على إعادة حساباتها حيال ما يجري في السودان، مؤكداً حق بلاده في الدفاع عن الحدود.

وذكر البرهان الذي تحدث أمام الجالية السودانية في تركيا خلال زيارته لها أن "هناك معلومات عن حشود هنا وهناك، نقول لهم نستطيع الوصول إليهم في أي مكان، وكل من يعتقد أن الدولة السودانية ضعيفة عليه إعادة حساباته".

وأشار إلى أن السودان لم يعتد على دول الجوار، ولن يقابل ما حدث بالعداء، "لكننا نملك الحق في الدفاع عن دولتنا وحدودنا".

نزوح لانعدام الأمن

إلى ذلك أكدت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة فرار 7075 شخصاً من مناطق أمبرو وقرى درونك وسلام عليك وقالي بورا في كرنوي بغرب شمال دارفور بسبب تصاعد التوترات الأمنية.

وأوضحت المنظمة في بيان أن هؤلاء الأشخاص نزحوا إلى مواقع داخل محليتي أمبرو وكرنوي، فيما لا تزال الأوضاع متوترة وغير مستقرة.

وشنت "الدعم السريع" اعتباراً من الـ24 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري هجمات على مواقع في سربا وبلدات أمبرو وأبو قمرة وكرنوي، على رغم أنها تؤوي آلاف النازحين.

وتسعى تلك القوات إلى السيطرة على مناطق غرب شمال دارفور لإحكام قبضتها في الإقليم، وسط توقعات بشن هجمات خلال الأيام المقبلة على بقية البلدات الواقعة على الحدود مع تشاد.

وأشارت منظمة الهجرة إلى فرار 3100 شخص من مدينة كادوقلي نتيجة لانعدام الأمن، حيث نزحوا إلى مواقع متفرقة في تلودي وأبو كرشولا وهبيلا، إضافة إلى شيكان بشمال دارفور ومناطق في النيل الأبيض، فضلاً عن نزوح 780 فرداً من الدلنج بسبب تفاقم انعدام الأمن.

وتدهورت الأوضاع الإنسانية في الدلنج وكادوقلي نظراً إلى الحصار المتطاول الذي تفرضه "الدعم السريع" والحركة الشعبية - شمال على المدنيين، مما أدى إلى حدوث مجاعة في الأولى، فيما تعيش الثانية ظروفاً مشابهة.

رسوم عبور

من ناحية أخرى أكد نازحون أن الحركة الشعبية - شمال تفرض رسوماً على الأشخاص الفارين من كادوقلي والدلنج مقابل السماح لهم بالمرور في المناطق الخاضعة لسيطرتها. وقالوا إن الحركة تجبر النازحين على دفع رسوم عبور تصل إلى 100 ألف جنيه سوداني (30 دولاراً).

وأفاد هؤلاء النازحون بأن هذه الرسوم تؤخذ مقابل السماح لهم بالمرور في المناطق الخاضعة لسيطرة الحركة، إذ تفرض في ظل أوضاع إنسانية بالغة الصعوبة، مما جعل الخروج من كادوقلي والدلنج رحلة شاقة ومرهقة مادياً تفوق قدرات غالبية الأسر.

كذلك، أكد آخرون أن الحركة الشعبية منعت عدداً كبيراً من النازحين من مغادرة مناطق سيطرتها باتجاه دولة جنوب السودان أو مناطق سيطرة الجيش، من دون إبداء أسباب واضحة.

وتسببت التهديدات المستمرة التي تطلقها الحركة الشعبية المتحالفة مع قوات "الدعم السريع" بشن هجمات برية على الدلنج وكادوقلي بولاية جنوب كردفان، في حالة من الخوف والهلع وسط المدنيين، مما دفع بعضهم إلى النزوح من منازلهم.

شارك الخبر: